Wednesday, August 28, 2019

استجابة الجسم للضغوط. إذ يعجل الخروج إلى الطبيعة

يشبّه البعض الدماغ بآلة التنبؤ التي تنتج صورا للواقع استنادا إلى الأدلة التي تستنتجها من البيئة المحيطة. ولهذا فإن العجز عن التنبؤ بالمستقل أو توقع حدوث مفاجآت أو الشعور بفقدان القدرة على السيطرة على الأمور تسبب التوتر والضغط النفسي.
وقد رأى البعض أن الضغط النفسي له علاقة بالمركز الاجتماعي، فإذا كنت ترى أن مركزك الاجتماعي على المحك، قد تشعر بالقلق والتوتر. لأنك حينئذ ستشعر أن الأمور خرجت عن سيطرتك، ولهذا يسبب التنافس وعدم المساواة والخوف من آراء الأخرين ضغوطا نفسية.
وقد أشار باحثون إلى أن الشعور بأن مردود العمل لا يعادل المجهود الذي تبذله فيه يسبب الضغط النفسي طويل المدى. ولاحظ باحثون أن هذا الشعور أدى إلى ارتفاع ضغط الدم لدى عاملات نظافة والإصابة بالاحتراق النفسي لدى ضباط شرطة بنيويورك، ومتلازمة التمثيل الغذائي لدى العاملين بجهاز الشرطة بإيطاليا.
وأشار بحث إلى أن معاناة الموظف الذي يشعر أن راتبة لا يعادل المجهود الذي يبذله يؤدي إلى استنزاف المشاعر وتدهور الأداء الذهني. وخلصت دراسة أجريت على الخيالة في أستراليا إلى أن تأثير الشعور بأن الأجر لا يوازي المجهود على القدرة على اتخاذ القرار يعادل تأثير الكحول في الدم بتركيز 0.08 في المئة.
كما تؤثر مظاهر الحياة المدنية على استجابة الجسم للضغوط. إذ يعجل الخروج إلى الطبيعة من تعافي الجسم من الضغوط النفسية. ويؤدي التعرض للضوء الساطع أو الضوء الأزرق ليلا إلى تثبيط إطلاق هرمون الميلاتونين المسؤول عن الحد من القلق والتوتر. وتخفض التمرينات الرياضية الخفيفة من مستويات الكورتيزول في الدم.
وربط باحثون بين استهلاك الأطعمة المعالجة وبين أعراض الاكتئاب. وقد تعدل العادات الغذائية من تركيب التجمعات الميكروبية في القناة الهضمية، وقد أثبت باحثون أن تركيب الجراثيم في الأمعاء قد يؤثر على الطريقة التي يستجيب بها الدماغ للضغوط.
وأشارت نتائج دراسات سابقة إلى أن تناول سلالات معينة من البكتيريا النافعة قد يحد من الإرهاق النفسي ويحسن الأداء المعرفي لمن يعانون من الضغط النفسي.
وفي أحد المعارض بباريس، عرض الفنان البلجيكي توماس ليروي تمثالا برونزيا لشخص رأسه هائلة الحجم إلى حد أنها سقطت أرضا تحت وطأة الضغوط النفسية. وأطلق عليه "الدماغ لم يعد يكفي للبقاء على قيد الحياة".
لكن الرأس البشري مع الأسف لا يتوسع ويتمدد ليستوعب الضغوط النفسية الحديثة، كما أن المجهود النفسي، على عكس المجهود البدني، ليس له علامات ظاهرية واضحة.
وربما حان الوقت لتسليط الأضواء على مشكلة الضغط النفسي طويل المدى في ظل التطورات المتلاحقة في العصر الرقمي، حيث حل العبء الذهني محل العبء البدني.
ومن بين فناني "الراب" الذين اشتهروا بأغانيهم دون بيغ ومسلم وشايفين ومجموعة فناير ولافوين من المغرب، ولطفي دوبل وتوكس وكريم الكونغ من الجزائر وقصي من السعودية وأحمد مكي من مصر والجنرال وبلطي من تونس وغيرهم بالمئات.
غير أن فن "الراب" العربي يواجه حربا من الجمهور "المحافظ" الذي شب على أغاني عمالقة الطرب العربي الأصيل، تغنوا بكلمات عربية هادفة ولحن مبدع أصيل. ويعتبر هذا الجمهور "الراب" ظاهرة دخيلة على الفن العربي وإسفافا في حق الأغنية العربية الأصيلة، يعمل رواد "الراب" على نشره بين الشباب العربي.
محمد رمضان ممثل قدير له رصيد فني كبير منذ عام 2005 شمل أداء أدوار ثانوية ورئيسية في 22 فيلما و22 مسلسلا تلفزيونيا وإذاعيا و5 مسرحيات وتقديم 9 برامج تلفزيونية. ومنذ عام 2018 سطع نجمه في عالم أغنية "الراب" وأصبح له جمهور ومتابعون عبر وسائل التواصل الاجتماعي يضاهي به عمالقة الغناء العربي شرقا وغربا.
الفنان محمد رمضان أحيى حفلا مساء الجمعة 23 أغسطس/آب، بأحد منتجعات الساحل الشمالي واختار له شعار "أقوى حفل في الساحل". وبالفعل تميزت الأمسية بحضور جمهور غفير. وظهر الفنان المصري كعادته مرتديا العديد من الأزياء بدت غريبة أحيانا، بينها قميص أسود شفاف وطاقم "كاوبوي" إضافة الى معطف من الفرو وجاكيت أبيض اللون وآخر أسود جلدي. وأثار ظهوره بها تعليقات بالآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين من .
وإذا كانت هذه الأزياء، الغريبة نوعا ما بالنسبة للذوق العربي المحافظ، قد ميزت أداء فناني "الراب" منذ ظهور هذا الفن الغنائي عبر العالم العربي قبل حوالي عشر سنوات، فقد أضاف لها محمد رمضان طقوسا جديدة. وأمتع جمهوره بظهوره وهو يغني من على سطح رافعة على ارتفاع 20 مترا من المسرح قبل أن يحلق فوق الخشبة لعدة دقائق قبل أن يهبط فوقها وسط إعجاب جمهوره.
ويبدو أن أغاني "الراب" وايقاعاتها التي تستهوي الفئة العمرية الشابة في العالم العربي أصبحت اليوم الأوسع رواجا بفضل وسائل التواصل الاجتماعي. فقد نبت فن "الراب" في العالم العربي في بيئة شابة متعطشة للتعبير عن مظالمها السياسية ومعاناتها الاجتماعية مع الفقر والفساد والحرمان. فصدحت حناجر هذه الفئة بكلمات وإيقاعات أوصلت الرسالة. وأصبح شباب الراب اليوم نجوما على منصات التواصل الاجتماعي بل على الإذاعات والشاشات.

No comments:

Post a Comment