Monday, April 8, 2019

أثبتت التحقيقات براءة عيوش وأطلقت السلطات سراحه

وفي مناسبات أخرى انتقدت الفساد والسياسيين الفاسدين، أما في آخر سنتين من حياتها فانصب تركيزها على التشجيع على الحرية الفردية.
"يا ناس خذوا حريتكم، عيشوا يومكم، عيشوا الحياة التي تريدونها، عيشوا خياراتكم، واللي يرضى يرضى، واللي ما يرضى ما يرضى".
لم تكن الوحيدة في العراق التي ذاعت شهرتها إلى هذا الحد على انستغرام، فمن بين من اشتهرن على وسائل التواصل، مطربة، وشاعرة، وملكة جمال سابقة أصبحت مقدمة تلفزيونية.
لكن تارة تميزت بجرأتها التي وصلت إلى درجة الاستفزاز، وكانت صادمة لكثيرين فقد كانت تسب وتدخن وتنشر ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي.
لم تكن تارة دائما هكذا، بل صنعت نفسها على هذا النحو.
كانت تارة شخصا مختلفا تماما عندما كانت مراهقة؛ ويبدو ذلك من إحدى صورها القديمة التي تعود غالبا لعام 2012، وتظهر فيها وهي تقف بغرفة ترتدي ثوب زفاف أبيض، وتضع مساحيق تجميل كثيفة وقد رفعت شعرها للأعلى وزينته بتاج براق، وغطت صدرها بسلسلة ذهب ضخمة - ربما كانت هدية عريسها.
بدت تارة عروسا عادية، لم تختلف صورتها تلك عن صور زفاف كثيرات في بغداد؛ حينها لم تكن قد تجاوزت السادسة عشرة، وقد أجبرت على الزواج من رجل أرادها أن تترك المدرسة.
وبعد سنوات أصبحت خلالها مشهورة، قصت تارة على موقع سناب تشات كم كان زواجها حزينا، وفي الفيديو الذي سجلته وكانت ترتدي جاكيتا مموها وتضع رموشا صناعية كثيفة، تحدثت عن حياة قصيرة بائسة قضتها مع زوجها السابق؛ إذ انتهى فصل زواجها برحيل زوجها ومعه وليدهما باتجاه الشمال، ويقال إنه سافر إلى تركيا. وغدت تارة دون طفلها.
وقالت عن زوجها السابق إنه "وضيع ومنحط" فقد كان يضربها؛ وفي إحدى المرات زارها والداها دون موعد وشاهدا علامات ضرب على جسدها فأرجعاها معهما ومن حينها لم تطأ شقة الزوج مرة أخرى. أمضت فترة حملها في منزل والديها، وما إن ولد الطفل حتى أخذه والده منها.
"كنت طفلة عمري 17 عاما. طبوا علينا وأخذوا ابني، شو كان فيني أعمل؟" هكذا روت لاحقا ما جرى في مقابلة على يوتيوب.
ولم تر ابنها بعد ذلك اليوم أبدا.
عند وصولها إلى مستشفى الشيخ زايد على بعد أربعة كيلومترات من موقع الجريمة كانت تارة قد توفيت، حسبما روت ممرضة خلال مقابلة تلفزيونية. ثلاث رصاصات أنهت حياتها؛ واحدة في الرأس، وواحدة في العنق، وأخرى في الصدر، ونقل تلفزيون الحرة أن الأطباء حاولوا إنعاشها دون جدوى.
وتداول الإعلام العراقي بيانات لوزارتي الداخلية والصحة أكدت إطلاق الرصاص على تارة فارس، 22 عاما، بحي كامب سارة في العاصمة بغداد، وأرداها هذا قتيلة.
في اليوم التالي، نشر مكتب رئيس الوزراء آنئذ، حيدر العبادي، تغريدة جاء فيها أنه وجه أوامره إلى الأجهزة الأمنية بمباشرة التحقيق فورا والوصول إلى ملابسات الحادث في غضون 48 ساعة، متعهدا بالتحقيق في جرائم قتل أخرى. فقد أشارت تقارير إعلامية إلى أن تارة كانت ثالث شابة معروفة تقتل في بغداد في غضون شهرين؛ فقد قتلت اثنتان أخريان في نفس التوقيت بعد ظهر الخميس.
كانت رفيف الياسري تعمل في عيادة "باربي كلينيك" لعمليات التجميل، كما كانت تقدم خدمات طبية بالمجان لمن يحتاج مساعدة وغير قادر على الدفع، كذلك كانت رشا حسن تدير مركز تجميل، وكانتا في الثلاثينيات من عمرهما، وقضتا نحبهما في ذات الشهر: أغسطس/آب.
صرحت وزارة الداخلية بأن رفيف الياسري ماتت "بسبب تعاطي جرعة زائدة من المخدرات"، أما رشا حسن فمن جراء مشاكل في القلب. ولكن غياب حكم حاسم بهذا الخصوص فتح المجال للتشكيك بما ذكر خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.
تتساءل الناشطة مريم المندلاوي، ٢٤ عاما: "رفيف كانت طبيبة، هل يعقل أن تموت بجرعة زائدة؟"، وشكك مثلها كثيرون في تلك الأسباب التي ساقتها السلطات. وفي أجواء الهلع تلك، وضع الناس وفاة تارة والمرأتين الأخريين في سياق واحد رغم عدم وجود دليل قطعي على ذلك.
بدأ الناس يتحدثون عن استهداف "المتحررات" والنساء المؤثرات على وسائل التواصل الاجتماعي، وسارعت مواقع إخبارية حول العالم لتغطية مقتل تارة والحديث عن وجود صلات محتملة بحوادث قتل أخرى.
وكان العراق قد شهد حوادث قتل كان ضحاياها من الناشطين سواء أكانوا رجالا أم نساء – شغلت وسائل الإعلام المحلية. ففي مدينة البصرة أطلق الرصاص على المحامي جبار كريم البهادلي أواخر يوليو/تموز، وكان معروفا بالدفاع عن المحتجين، وقبل يومين من مقتل تارة، قتلت الناشطة سعاد العلي، 46 عاما، بالرصاص، على مقربة من سيارتها بالبصرة بجنوب العراق، وكانت ممن شاركوا في احتجاجات البصرة على نقص الخدمات الأساسية من مياه شرب ومرافق أخرى، وعلى انتشار البطالة.
أما مقتل تارة فكان مختلفا؛ كان مخططا بعناية: في وضح النهار، في حي آمن ببغداد، وفي شارع مراقب بالكاميرات.
تقول فاتن خليل حطاب الناشطة من البصرة والبالغة 25 عاما: "عندما قتلت سعاد بكيت، وكناشطين خفنا أن يلقى نشطاء آخرون المصير ذاته. أما الحكومة فحاولت تهدئة الأمور وأشارت إلى احتمال أن يكون طليقها وراء مقتلها، كمحاولة لامتصاص الخوف".
"حاولنا إقناع أنفسنا بتلك الرواية. ولكن لم تمض أيام حتى قتلت تارة فارس، وكان موتها الشرارة التي نشرت الخوف في نفوس النساء؛ فمستحيل أن يكون موت تارة صدفة، ومستحيل أن يكون موت رفيف، أخصائية التجميل التي قتلت في بغداد في ظروف غامضة، صدفة، ومستحيل أن يكون مقتل امرأة أخرى بعد أسبوع تعمل أيضا في التجميل في بغداد، هي رشا حسن، في ظروف غامضة أيضا، صدفة".
ورغم إشارة رئيس الوزراء السابق لوجود صلة بين تلك الحوادث، استبعدت تصريحات رسمية وجود شبهة جنائية تحيط بكل الوفيات.
وبعد أكثر من أسبوع على مقتل تارة، صرح وزير الداخلية السابق قاسم الأعرجي بأن تارة فارس "قتلت على أيدي جماعات متطرفة معروفة لدينا، والجهود مبذولة لإلقاء القبض (على الجناة) وعرضهم أمام الشعب العراقي لينالوا جزاءهم العادل"، ملمحا إلى سرعة حل القضية.
وخلال مقابلة تلفزيونية في 11 أكتوبر/تشرين الأول قال الوزير إن هناك "معلومات مؤكدة" تشير إلى أن "مجموعة متطرفة مدربة" قتلت تارة، دون أن يسمي تلك المجموعة ولكنه أضاف أن نفس المجموعة قتلت الممثل العراقي الواعد كرار نوشي صيف عام 2017.
وأوضح أن الكاميرات رصدت الدراجة التي استقلها قاتل تار

No comments:

Post a Comment